سورة المؤمنون - تفسير تفسير القشيري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (المؤمنون)


        


يَذَرون جَليَّ الشِّرْكِ وخَفِيَّة، والشِّرْكُ الخفيُّ ملاحظةُ الخَلْق في أوان الطاعات، والاستبشارُ بمَدْحِ الخَلْقِ وقبولهم، والانكسارُ والذبولُ عند انقطاع رؤية الخلْق.
ويقال الشِّرْكُ الخفيُّ إحالةُ النادر من الحالات- في المَسَارِّ والمَضَارِّ- على الأسباب كقول القائل: لولا دعاءُ أبيك لهلكت ولولا هِمَّةُ فلان لما أفلحت.....وأمثال هذا؛ قال الله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنَُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ} [يوسف: 106].
وكذلك تَوَهُّمْ حصولِ الشِّفَاءِ من شُرْبِ الدواء.
فإذا أيقن العبدُ بِسرِّه ألا شيء من الحدثان، ولم يتوهم ذلك، وأيقن ألاَّ شيء إلا من التقدير فعند ذلك يبقى عن الشِّرْكِ.


يُخْلِصُو في الطاعات من غير إلمام بتقصيرٍ، أو تعريحٍ في أوطانِ الكسل، أو جنوحٍ إلى الاسترواح بالرُّخَص. ثم يخافون كأنّهم أَلمُّوا بالفواحش، ويلاحظون أحوالَهم بعين الاستصغار والاستحقار، ويخافون بغتاتِ التقدير، وقضايا السخط، وكما قيل:
يتجنَّبُ الآثامَ ثم يخافها *** فكأنَّما حَسَنَاتُه آثامُ


مُسارعٌ بِقَدَمِه من حيث الطاعات، ومُسارعٌ بِهِمَمِه من حيث المواصلات، ومُسارعٌ بِنَدَمِه من حيث تجرُّع الحسرات، والكلُّ مصيبٌ، وللكلِّ من إقباله- على ما يليق بحاله- نصيب.

6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13