يَذَرون جَليَّ الشِّرْكِ وخَفِيَّة، والشِّرْكُ الخفيُّ ملاحظةُ الخَلْق في أوان الطاعات، والاستبشارُ بمَدْحِ الخَلْقِ وقبولهم، والانكسارُ والذبولُ عند انقطاع رؤية الخلْق.ويقال الشِّرْكُ الخفيُّ إحالةُ النادر من الحالات- في المَسَارِّ والمَضَارِّ- على الأسباب كقول القائل: لولا دعاءُ أبيك لهلكت ولولا هِمَّةُ فلان لما أفلحت.....وأمثال هذا؛ قال الله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنَُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ} [يوسف: 106].وكذلك تَوَهُّمْ حصولِ الشِّفَاءِ من شُرْبِ الدواء.فإذا أيقن العبدُ بِسرِّه ألا شيء من الحدثان، ولم يتوهم ذلك، وأيقن ألاَّ شيء إلا من التقدير فعند ذلك يبقى عن الشِّرْكِ.